أرشيف

النائب البرلماني محمد الحميري لـ(يمن نيوز) :الانتخابات ذهبت برأس النظام وتجعلنا ننطلق إلى ما بعده

 

محمد الحميري عضو مجلس النواب عن الدائرة “48” بمحافظة تعز ، شخصية اجتماعية ومثقفة وسياسية لها حضورها في الشارع اليمني ، كان من ضمن أوائل الشخصيات البرلمانية في حزب المؤتمر الشعبي العام التي اعلنت انضمامها وتأييدها للثورة الشبابية الشعبية السلمية التي انطلقت من عاصمة الثورة اليمنية تعز في الحادي عشر من فبراير مطلع العام الماضي ، بعد أن وجه رسالته لعلي عبد الله صالح ضمن مبادرة تطالبه بإقالة أقاربه من رأس المؤسسة العسكرية والأمنية والقبول بالمطالب الشعبية التي خرج من أجلها الشارع والتي قوبلت برفض النظام حينها ومع أعتاب مرحلة جديدة تمر بها البلاد بمرور عام على اطلاق ثورة الحادي عشر من فبراير وانتخابات 21 فبراير   وكان لنا معه هذا الحوار المطول والشفاف.

 

 

أجرى الحوار / وضاح اليمن عبد القادر :

 

 

  • أستاذ محمد الحميري ماذا يعني لك مرور عام من عمر الثورة الشبابية الشعبية الحادي عشر من فبراير ؟

 

 

  • – شكرا لكم أولاً وثانيا مرور عام من عمر الثورة يعني لي أصالة وصمود هذا الشعب وبالأخص الشباب الذين عانوا كل الويلات والمآسي وسفكت دماؤهم وأزهقت أرواحهم وهم صامدون كجبل صبر الأشم وجبل نقم وعيبان وشمسان في عدن وفي كل الساحات حتى عجز الصبر عن صبرهم وأصبحوا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق أهدافهم كاملة برحيل رأس النظام ولا شك لولا هذا الصمود خلال هذا العام ما تحقق للبلد هذا الذي نحن فيه فالشباب ضحوا بأنفسهم فداء لوطنهم ولذلك يجب أن يقدروا حق قدرهم خاصة أسر الشهداء والجرحى والمعاقين ، وإطالة الثورة لمدة عام ربما قربت وجهات النظر بما فيه خير اليمن وأنضجت الفكرة .

 

 

  • هل سقط نظام علي صالح كاملا ً ، خصوصا في ظل ما يدور الآن من انتخابات ؟

 

 

  • – أنا إن قلت بأن نظام علي عبد الله صالح سقط كاملا سأكون غير صادق مع نفسي ومع الوطن ولكن ذهاب علي عيد اله صالح هي الخطوة الأولى لذهاب بقية الفاسدين ولا أقول النظام لأنه لا يوجد نظاما بالأصل ، كانت عبارة عن الجمهورية اليمنية لصالح مجموعة من الأشخاص فيعني أن بداية المرحلة الجديدة هي ذهاب علي عبد اله صالح ويجب على الشباب أن يبقوا يقظين من أجل تحقيق أهداف الثورة لأن خروجنا ليس خصومة شخصية مع علي عبد الله صالح رأس النظام بقدر ما هو بحثنا عن مواطنة متساوية وشعورنا بالانتماء لهذا الوطن ، والمواطنة هي حقوق وواجبات يجب أن تكون بين الناس ويجب أن يكون الحاكم خادما للشعب وليس سيدا عليه ، أما بالنسبة للانتخابات فأنا مع الانتخابات طالما ستذهب برأس النظام وتجعلنا ننطلق إلى ما بعده ، رغم أننا في مواقف أخرى أنا وأعضاء التكتل الوطني لأحرار وأعيان تعز أعلنا موقفنا من مسألة الحصانة ورفضناها جملة وتفصيلا وقاطعنا جلسات مجلس النواب التي أقرتها .

 

 

  • شباب الثورة في تعز كانوا قد دشنوا حملة رفض الانتخابات إلى جانب تدشين الجملة في عدد من ساحات الثورة ما رأيك بموقفهم خصوصا أنهم يمتلكون أيضا وجهات نظر مقنعة لرفضهم الانتخابات ؟

  • – هذه الثورة قامت لتحرر كل إنسان وتحترم رأي كل إنسان وقامت لعدم مصادرة الآراء فيجب أن أحترم رأي هؤلاء الشباب وبالمقابل رأي من له رأي أخر وهذا البند من أولويات أهداف الثورة التي يجب أن نرسيها مالم نرسي هذا البند لن نرسي دولة مواطنة متساوية ودولة مؤسسات ، يجب أن تحترم رأيي وأحترم رأيك ونتحاور وقد تقنعني وقد أقنعك هذا موضوع أخر لكن لا أجبرك وأنا أكرر طالما من وجهة نظري طالما وهذه الانتخابات ستكون إنهاء لشرعية مزورة استمرت 33 عاما لا تقهر ،فأنا سأنهي هذه الشرعية بكرت في 21 فبراير وأحترم رأيي من يعارضني .

 

 

  • أستاذ محمد أنت قلت أنك مع رفض الحصانة وأساسا هذه الانتخابات هي تحصين للحصانة ونتيجة للمبادرة الخليجية الا تلاحظ أن هناك تناقض في موقفكم ؟

 

 

  • – ليس تناقض ، الحكمة أنا أتعارض مع بند الحصانة وعندما أصوت في الانتخابات لا يعني أنني أصوت من أجل الحصانة ، أنا أصوت من أجل إنهاء عهد وأعتبره استفتاء على إنهائه ولا أشكك في موقف شباب الثورة ، وهناك من النظام من تعجبه هذه الفوضى ويعتبر أن عدم حصول عبد ربه على أصوات كثيرة معنى ذلك أن الناس سيجيرون رأي شباب الثورة على أنهم يريدون بقاء علي عبد الله صالح رغم أن هذا الكلام ليس صحيحا وإنما من التلاعبات في النسب وفي هذا الجانب باختصار تصويتي في 21 فبراير لا يعني أنني موافق على المبادرة الخليجية ،بقدر ما يعني أنني أستفتي على إنهاء عهد إلى غير رجعة .

 

 

  • وماذا عن تعطيل المادة الدستورية الخاصة بالمرشح التنافسي مما يعني تعطيل الدستور وحلول المبادرة الخليجية بدلا عنه مما يعني امكانية الطعن في شرعية عبد ره رئيسا لليمن عبر المحكمة الدستورية مثلا ؟

 

 

  • – بالنسبة للمبادرة الخليجية كان اعتراضي عليها في بند الحصانة التي تتعارض مع قانون الدول كلها ومع قوانين السماء والأرض ، ولذك من السهل أن يعاد النظر في بند الحصانة وليس وقت الحديث عنها الآن ، و أي أمر يخرج البلاد إلى بر الأمان وبأقل التكاليف فنحن معه وإذا كانت المبادرة قد عطلت التنافس في الرئاسة أقول لك لماذا تركز على هذا البند ولم تركز على أن مدة الرئاسة في الدستور سبع سنوات وقد أوقفت المبادرة هذا البند وجعلتها سنتين وإذا أردت أن تعملها تنافسية حسب الدستور بالمقابل ستكون سبع سنوات نحن نريدها الان سنتين تصلح من خلالها البلد ويعاد النظر في الدستور والقوانين ونعتبر الأمر شيء استثنائي خاص طالما والأمر يخدم الوطن فنحن مع هذا التوجه خدمة لبلدنا مع احتفاظنا بتحقيق كل أهداف الثورة وعلى رأسها دولة المؤسسات والمواطنة المتساوية .

 

 

  • لكن مع بقاء أولاد علي صالح واقاربه وعائلته في المؤسسة العسكرية ومفاصل الدولة هناك من يرى أن المبادر الخليجية واليتها هي فرض للوصاية السعودية على شكل الدولة القادمة والنظام السياسي في اليمن كيف يمكننا الحد من الوصاية السعودية في هذا الجانب ؟

 

 

  • – شكل الدولة القادمة طالما وهناك وعي أمثالكم أنتم الشباب والشعب اليمني كله من أزحتم أسرة وعصابة امتدت جذورها 33 سنة تمتلك المال وأعتى الأسلحة والقوة وأنتم قادرون على زحزحة أي شخص أو جهة أو حزب يريد أن يكون بديلا للنظام أما بالنسبة للمملكة العربي السعودية فهي جارة لنا ولن نستطيع اقتلاعها من الخارطة ولكن نريد أن تكون العلاقة بيننا وبينهم علاقة تكافؤ وعلاقة احترام للخصوصية وعدم تدخل أي بلد في خصوصية الأخر وأن يكون بننا تعاون مشترك فالود مطلوب بيننا وبينهم من دون انتقاص لسيادتنا وعدم التدخل في شئوننا واحترام قرارات السيادة لكلا من الدولتين أما بالنسبة لأولاد علي عبد الله صالح وأقاربه فأنا أعتقد أن عبد ربه منصور هادي حين يصعد للرئاسة سيكون أقوى في اتخاذ القرار ولا بد من إعادة هيكلة الجيش ليكون تابع للوطن والامر يتطلب وعي الجميع وليس عبد ربه بمفرده فالشعب قبل 11 فبراير 2011 غير ما بعد 11 فبراير 2011 شعب أصبح يمتلك الارادة ووضوح الرؤية ولا يمكن أن يسمح باختطاف الثورة .

 

 

  • لكن ماذا عن التبريرات التي يمكن أن تحول دون هيكلة الجيش والأمن بأن الوقت غير مناسب لاعتبارات عديدة كما بررت الأحزاب قبولها بالمبادرة الخليجية خوفا من حرب أهلية ؟

 

 

– هذه التبريرات كلمة حق يراد بها باطل والأفراد بالجيش أكثر إخلاصا للوطن من القيادات الذين أرادوا أن يكون الوطن في وضع أكثر دموية ولكن وجدنا من رفض من الأفراد أو من الرتب الصغيرة وانحازوا لإرادة الشعب فالجيش هم منا ويشعرون بنفس ما نشعر به من ظلم ولن يحصل أي شيء وهذا التخوف باطل ولا أساس له من الصحة .

 

 

ومالم يعاد هيكلة الجيش والأمن وفق معايير وطنية كأنك يا بو زيد ما غزيت ،ولا بد من ذلك وهذا موجود في الألية التنفيذية للمبادرة ويجب أن يساهم الكل في تنفيذها ولن نقبل بغير ذلك والشعب هو من صمم عليها .

 

 

وأنا كنت قد قلتها في شهر فبراير العام الماضي حين وجهت مبادرة لعلي عبد الله صالح حين كان رئيسا حينها وقلت لها بوجوب إقالة أقاربه من الجيش لصالح الوطن .

 

 

 

  • ما هي رؤيتك في شكل الدولة القادمة خصوصا مع تزايد المطالب الشعبية بالفيدرالية ؟

 

 

  • – النظام السابق لم يبني دولة ولم يبني مؤسسات وإن تحققت بعض المشاريع التي يتغنى بها البعض فهذا تحصيل حاصل رغم أنه كان قادرا على أن يبني دولة حقيقية بعد الوحدة ولكنه نظر إلى المحافظات الجنوبية على أنها فيد وظلمت كثيرا وأريد أن أقول لإخواننا فب المحافظات الجنوبية أنهم ليسوا وحدهم من ظلموا ولكن أيضا نحن من ظلمنا قبلهم ومسنا الضر من قبلهم ولكنهم كانوا أشجع منا وتململوا من هذا الظلم وبدأوا بالحراك ولو كانوا بدأوه بعدم شعار الانفصال الذي نادت به بعض قوى الحراك لكانت تعز قد تململت في نفس الوقت خصوصا انها خرجت فيها مسيرات في نفس تلك الفترة ولكنها هدأت ولكن يحسب لإخواننا الجنوبيون شجاعتهم وتضحياتهم وسلميتهم ويحسب لهم أنهم كسروا حاجز الخوف ونقول لهم لا تحسبوا أننا من ظلمناكم ، الذي ظلمكم هو الذي ظلمنا والان نحن إخوانكم ، فأنا درست في المحافظات الجنوبية وفي عدن بالتحديد وكانت تحية العلم فيها عهد على تحقيق اليمن الديمقراطي الموحد ولم يكن بنظرة مصلحية بقدر ما كان يمثل لنا الوحد روح وجسد ، وأي معالجات الان قد ندفع لها ثمن والنظام كان بمقدوره إصلاح الأمور دون أي ثمن ، لكن الآن لا بد أن يكون هناك تنازلات وأنا مع أي نظرة أو تصور يحافظ على الكيان الواحد سواء كان وفق الأقاليم أو حكم محلي واسع الصلاحيات وأنا مع أي تصور يخدم الوطن ، ولا بد لأن يكون هناك نظام الأقاليم من أجل أن يستشعروا الناس بمواطنة متساوية ويجب أن لا يكون هناك مركز يتحكم في كل شيء ويستأثر بكل شيء .

 

 

  • تبنى ثوار تعز إقليم تعز والمناطق الوسطى التي تضم الحديدة واب كمشروع طرح في 11 فبراير من أجل فرض خيار الفيدرالية كخيار شعبي ما هو رأي الأستاذ محمد بهذه الخطوة ؟

 

 

  • – أنا مع الفيدرالية لكن ليس على أساس شمال وجنوب ، وليس محافظات شمالية مع محافظات شمالية فقط ولكن يجب أن يكون هناك تداخل وفقا للتجانس الموجود فمثلا تعز وعدن لا تستطيع أن تميز بين من هو تعزي ومن هو عدني من حيث القرب وسهولة الوصول أو من حيث الجغرافيا والخصوصية وفي كل شيء وهذا يعطي لحمة وأيضا نفس الشيء الضالع ولحج و إب وتعز ولا بد أن تكون هذه المعالجات في إطار الوطن وتعالج قضايا وطن وليس قضايا محافظات ومن حيث الفكرة أنا معها ولكن وفق رؤية وطن تعالج فيه كل القضايا .

 

 

  • ما هو رأيكم بموضوع القائمة النسبية في الانتخابات البرلمانية والنظام البرلماني كنظام حكم في الدولة القادمة ؟

 

 

  • – نظام القائمة النسبية جيد ولكن أي نظام سياسي له معايبه ومحاسنه ويمكن الجمع بين النظامين نظام القائمة النسبية ونظام الدائرة ، ويكون نظام مزدوج هذا في الانتخابات البرلمانية أما بالنسبة لشكل النظام بشكل عام فأنا أفضل أن يكون النظام برلماني أفضل من الرئاسي لأننا قد جربنا النظام الرئاسي وأنا أرى أن النظام الرئاسي أحيانا يخلق النزعة الفردية التي تأله الذات بعد ذلك .

 

 

  • أين يقف اليمن قبل 11فبراير وبعد 11 فبراير وبعد 21 فبراير في ظل تصاعد موجات الاحتجاجات في الجنوب وحملة رفض الانتخابات في شمال الشمال وبعض المحافظات الكبرى كـتعز ؟

 

 

  • – اليمن كانت قبل 11 فبراير 2011م في عدم كانت ملك خاص وما بعد 11 فبراير 2011رغم الثمن أشعرت المواطن بأنه أقوى وأمضى من أي سلاح في الوطن لأن إرادته من ارادة الله واليمن لاشك تعيش الأن في موقف أفضل وأعتقد أنه بعد 21 فبراير سنكون أفضل وأقول لكل من يحاول أن يسلك مسلك الماضي ويحاول أن يختطف الثورة أو ينتفع بها لن يفلح بل ستكون نهايته وخيمة وأوخم من النظام السابق .

 

 

  • ماذا عن بقاء الساحات بعد 21 فبراير هل أنت معه بقائها كفعل ضاغط لاستمرار المشروع الثوري وتحقيق أهداف الثورة ؟

 

 

  • – أنا أراهن على الشباب بأنهم السلاح الأمضى لتحقيق كافة أهداف الثورة ولا يجب انتهاء الساحات بانتهاء 21 فبراير فذلك يعني أننا كنا ضد علي عبد الله صالح لخلاف شخصي وهذا ليس صحيحا ً فالشعب خرج بكل فئاته وبكل أحزابه ومكوناته وعلى رأسهم الشباب ، خرجوا ينشدون دولتهم المدنية ، وأي فئة من هذه الفئات التي خرجت ستعمل على الالتفاف سيثور كل الشعب بكل مكوناته ضدها ، وأنا مع استمرار الساحات واستمرار الشباب وإذا كان هناك ضرر في جانب معين أو ظرف معين يدرس بما يخدم الجميع لا ضرار ولا ضرار مع إيجاد بدائل إذا ما كان هناك ضرر لأصحاب البيوت والأماكن التي صمدت وهم ثوار لكن ليس بالإجبار بقدر ما يكون بالدراسة والتدارس مع الشباب وكل شيء يوجد له بدائل ولكن يجب أن تبقى اليقظة ويبقى الزخم الثوري ولا نطمئن حتى تتحقق كل أهداف الثورة التي ضحى من أجلها الشباب وسقط من أجلها الشهداء وسالت من أجلها الدماء .

 

 

  • كلمة أخيرة توجهها لشباب وقوى الثورة في الساحات ؟

 

 

  • – الشباب نحن تعملنا منهم ولا نحب أن نوجههم بقدر ما نقول لهم الحفاظ على وحدة الصف واحترام الرأي والرأي الأخر ومهما نختلف طالما وأنه في إطار اليمن ويجب أن لا نُخون بعضنا البعض ونطعن ببعضنا البعض ، لأن هدفهم سامي بقدر تضحياتهم الكبيرة ، وأتمنى أن تكون النفوس عالية بقدر تلك التضحيات العظيمة والوطن في حاجة إلى استمرارية في هذه التضحيات حتى يوفقنا الله سبحانه وتعالى في تحقيق أهداف الثورة .
زر الذهاب إلى الأعلى